۲ آذر ۱۴۰۳ |۲۰ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 22, 2024
«صلاح الدين المصري» رئيس الرابطة التونسية للتسامح

وكالة الحوزة - «صلاح الدين المصري» رئيس الرابطة التونسية للتسامح: إن حضور الإمام الحسين في وجدان الأمة الاسلامية و في حركة جماهيرها و المشاركة الواسعة في مسيرة الأربعين، يعكس قرارا شعبيا حاسما بأن الإمام الحسين يجمع الأمة الاسلامية و يجمع المظلومين و المستضعفين جميعا باختلاف اديانهم و أن هذا الاجتماع يقوم على عقيدة واضحة و حاسمة وهي وجوب زوال الظالمين جميعا.

وكالة أنباء الحوزة - قال «صلاح الدين المصري» رئيس الرابطة التونسية للتسامح خلال مقابلة مع مراسلنا: ونحن نؤكد أن اللقاء بين الأمة وإمامها سيزداد اتساعا وعمقا كلما اشتدت المعركة وكلما صممت الأمة اكثر على إنجاز التحرير الشامل وستجري بين يدي ابناء الأمة ٱيات الهية عظيمة تتجدد فيها الحقيقة الحسينية في انتصار المعنى وانتصار الدم على السيف، ولا يشك أحد في العالم أن ما انجزه الإمام الخميني رحمه الله في مواجهته ضد الشاه وضد أمريكا والإمبريالية كان مظهرا لتلك الحقيقة. وما انجزه رجال الله في لبنان خلال حروبهم المتواصلة ضد العدو الصهيوني حكمته نفس السنة الالهية واليوم يشهد العالم ولادة جيل حسيني في مكان آخر من ارضنا الإسلامية وهو الشعب اليمنى الذي جدد المعجزة وانتصر الدم على السيف وسيكون ذلك كله مقدمة لتثبيت الحقيقة القرٱنية " إن تنصروا الله ينصركم" والانتصار الحسيني الاعظم هو الثبات على الحق والثبات على الاستقامة، كما علمنا الإمام الحسين عليه السلام.

وفیما یلي نص المقابلة:

الحوزة: نشاهد تعتيما اعلاميا من قبل الاعلام الغربي والصهاينة لمسيرة الأربعين العظيمة. ماهي رسائل هذه المسيرة إلى أعداء الامة الاسلامية؟ وهل يمکن أن يوحد العالم الاسلامي حول الامام الحسين عليه السلام ضد الظالمين ؟

تعتبر مسيرة أربعينية الإمام الحسين بن علي عليه السلام من أكبر التجمعات البشرية على مستوى العالم كله، وتؤكد جميع الاحصائيات انها تأتي في المرتبة الثانية بعد التجمع الديني ذي الثلاثين مليون في كومبه ميلا شمال الهند والذي ينعقد مرة كل 12 سنة ولمسيرة الأربعين خصائص اجتماعية وسياسية وروحية فهي مسيرة متجذرة في التاريخ الاسلامي 20 صفر من سنة 61هجري، عندما عادت السيدة زينب عليها السلام وأخوها الإمام علي بن الحسين السجاد الى كربلاء، وأخذت المسيرة عظمتها من كونها حركة مواساة وموالاة للاسلام ولأهل البيت عليهم السلام وهي مسيرة تمتد لأيام مشيا على الأقدام لعشرات ومئات الكلومترات، من مدن العراق المختلفة ومن مختلف أنحاء العالم وتشهد العراق حالة تطوع عظيمة لخدمة زوار الإمام الحسين، وعلى طول الطرق التي يسير فيها الزوار، يفتح العراقيون بيوتهم ويعدون مختلف الأطعمة حبا في الحسين ورغبة في التقرب منه ومن قضيته عبر خدمة زواره والمشاركين في مسيرته.

في كل عام يلتقي اكثر من عشرة مليون انسان من الأطفال والشيوخ، ومن النساء إلى الرجال وتمارس وسائل الاعلام الصهيونية والغربية تعتيما وحصارا ممنهجا ضد هذه المسيرة لما تحمله من رسائل عالمية وعميقة، فهي مسيرة تعبر عن الإلتزام وعن تجديد العهد الإمام الحسين بأن محبيه وأنصاره لن يتركوا ميدان المواجهة مع الظالمين والمستكبرين والمعتدين، وإن حركة الجماهير المسلمة تدور حول الحسين بصفته الشهيد المقاوم والإمام القدوة والنموذج الأخلاقي الإسلامي، إن حضور الإمام الحسين في وجدان الأمة الاسلامية وفي حركة جماهيرها والمشاركة الواسعة في مسيرة الأربعين، يعكس قرارا شعبيا حاسما بأن الإمام الحسين يجمع الأمة الاسلامية ويجمع المظلومين والمستضعفين جميعا باختلاف اديانهم وأن هذا الاجتماع يقوم على عقيدة واضحة وحاسمة وهي وجوب زوال الظالمين جميعا.

الحوزة: ماهي رسائل ودلالات المسیرة الاربعینیة في مجال تحقيق الوحدة بین الشعوب الإسلامية؟

إن مسيرة أربعينية الإمام الحسين كما هي مسيرة البراءة من المشركين أثناء أداء ركن الحج كما هي مسيرة يوم القدس العالمي، تمثل الهوية الشعبية والاجتماعية لمدرسة الاسلام المحمدي، من حيث ترسيخ عقيدة وحدة الأمة الإسلامية وبناء الوحدة على أساس حركي جهادي يواجه أعداء الأمة الاسلامية ويدافع عن مصالح الأمة وقيم الاسلام، وتهدف إلى الرقي في مراتب الكمال الممكنة، وتقوم الوحدة ضمن منظور منفتح نحو الآخر باعتباره أخا ونظيرا وشريكا حقيقيا في قيم العدل والكرامة، وبذلك تتجاوز الأمة حالة الانغلاق المذهبي والفئوي الذي يؤدي إلى انسداد الأفق وتعطيل جميع الجهود في خط الوحدة أو التقريب، وهي ليست وحدة سكونية وسلبية وانتهازية. إن مسيرة الأربعينية تمنح شعوب الأمة الاسلامية فرصة الحركة المادية والروحية وفرصة تحويل القيم الاسلامية المعنوية إلى ظواهر اجتماعية ثابتة ومؤثرة في الفرد والمجتمع والدولة.
الحوزة: هل یمکن تشکیل الجیش الاسلامي لتحریر القدس وفلسطین من دنس الیهود بمحوریة الامام الحسین علیه السلام وحبه ؟

كلما تحرك المسلمون في اتجاه خط الإمام الحسين بن علي عليه االسلام، وكلما اجتمعوا على قاعدة الاستجابة لنداءات الإمام الحسين، فانهم يتحدون حول قيم العدل والعزة والكرامة الاسلامية، حيث اختصت نهضة الإمام الحسين في إعلاء هذه القيم ولخصها كلماته المدوية في وجه الظالمين " هيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك وحجور طهرت وانوف أبية"، ولا يشك مسلم في حقيقة الكيان الصهيوني الظالمة والعدوانية والإجرامية، وأن الوجود الصهيوني معادل للوجود اليزيدي، وقد اكد على ذلك جميع فقهاؤنا المجاهدين وعلماؤنا المناضلون، فالواجب متعين، والحقيقة في مستوى البداهة، لا يمكن لمسيرة الأربعين العظيمة إلا ان تكون نواة لمسيرة إسلامية شاملة وحركة جماهيرية عارمة تقتلع العدو الصهيوني وتعطي لحب الحسين مظهره الصادق وهدفه الرسالي، فقادة الصهاينة هم يزيد العصر، وجيش الصهاينة هم شمر وامثاله. إن القلوب المتعلقة بالامام الحسين والاجساد التي طهرت بالسير نحو قبره الشريف، لا يمكن ان تقبل ببقاء يزيد العصر يواصل جرائمه البشعة في حق أطفال فلسطين وفي حق مقدسات الأمة الاسلامية.

الحوزة: کیف تقیم استلهام زوار الحسین من سيرة الامام في مجال الکفاح ضد الظلم والحکومات الظالمة في العالم المعاصر؟

لقد جسدت ملحمة الإمام الحسين حدثا فريدا في التاريخ الإنساني من حيث تثبيت أصالة الحياة المعنوية وأصالة القيم الروحية، فهو الإمام الذي انتصر دمه على سيف قاتله، وانتصرت القيم التي خرج لأجلها على ترسانة الجيوش التي واجهها وحيدا يوم عاشوراء وتستمر انتصارات عاشوراء بعد قرون طويلة حيث نجد الشعوب الإسلامية المظلومة تعود إلى ذلك النبع المعنوي العظيم لتستلهم منه جميع الخصائص الثورية والجهادية، ومنذ انطلاقها اقترنت حركة الثورة الإسلامية بالامام الحسين سواء في مواجهة الاحتلال الأجنبي أو العملاء المحليين أو الغاصبين الصهاينة، لقد حضرت الملحمة الحسينية بكثافة في مختلف ساحات المواجهة بين الأمة الاسلامية وأعدائها، ، إيران والعراق ولبنان وفلسطين واليمن والبحرين وغيرها.
و نحن نؤكد أن اللقاء بين الأمة وإمامها سيزداد اتساعا وعمقا كلما اشتدت المعركة وكلما صممت الأمة اكثر على إنجاز التحرير الشامل، وستجري بين يدي ابناء الأمة ٱيات الهية عظيمة تتجدد فيها الحقيقة الحسينية في انتصار المعنى وانتصار الدم على السيف، ولا يشك أحد في العالم أن ما انجزه الإمام الخميني رحمه الله في مواجهته ضد الشاه وضد أمريكا والإمبريالية كان مظهرا لتلك الحقيقة.و ما انجزه رجال الله في لبنان خلال حروبهم المتواصلة ضد العدو الصهيوني حكمته نفس السنة الالهية واليوم يشهد العالم ولادة جيل حسيني في مكان آخر من ارضنا الإسلامية وهو الشعب اليمنى الذي جدد المعجزة وانتصر الدم على السيف وسيكون ذلك كله مقدمة لتثبيت الحقيقة القرٱنية " إن تنصروا الله ينصركم" والانتصار الحسيني الاعظم هو الثبات على الحق والثبات على الاستقامة، كما علمنا الإمام الحسين عليه السلام.

الحوزة: ماهو رأيك حول خلفيات التوترات الأخيرة في دولة العراق وماهو موقفك تجاه السلام واستقرار الأمني فيها؟

لقد مر الشعب العراقي بعدد كبير من المحن وتعرض إلى مظالم كثيرة وتتالت ضده جميع الجرائم والعالم جميعا يدرك حجم الدمار النفسي والمادي الذي تركه نظام صدام في العراق، مئات الالاف من الضحايا في حروبه العبثية، ضد جيرانه، وعشرات الالاف من الشهداء الذين قتلهم وقام بتعذيبهم وكثير منهم تم دفنهم في مقابر جماعية، وجاء الاحتلال الامريكي البريطاني ليرتكب جرائم أبشع ويقتل أعدادا أكبر ويصنع فتنا جديدة لا تنتهي وتأكل الأخضر واليابس في عراق الحضارة وعراق الإسلام وعراق الحسين، رحم الله هؤلاء جميعا وشفى الله جميع الجرحى ولا يمكن لمسلم منصف أن ينظر إلى أزمات العراق دون الإحاطة بمدى المخططات الأمريكية البريطانية الشيطانية وأدواتهم في المنطقة والتي تستهدف دور العراق ومكانته في الأمة الاسلامية والإنسانية، إننا ندرك جيداً الدور الاستثنائي الذي ينتظر العراق في حسم المعركة الكبرى ضد الظلم العالمي والإمبريالية، وهذا ما يجعلنا نفهم حجم الرغبة الأمريكية في حرمان العراق من الاستقرار الأمني والسياسي ولذلك يعتبر جميع الجهود الإسلامية المخلصة لأجل استعاده السلم الأهلي والوطني في العراق من أبرز الأعمال المقاومة والأعمال النضالية ضد المحتلين وضد برامج المحتلين والعراق المسلم والمقاوم والحر والموحد المتقدم والمزدهر و صاحب الرسالة الكبيرة والتاريخ الإنساني العريق، يمثل أكبر تهديد للعدو الصهيوني والأمريكي وتبقى مسؤولية الشعب العراقي العظيم أن يشق طريقه نحو مكانه الطبيعي ويعتبر تاريخ المحنة الطويل معبرا ضروريا ونحن ندعو الله أن يجعل الشعب العراقي في حصنه وتحت رعايته ويمده من نصره ويلهمه البصيرة والاستقامة.
و نأمل ان تكون مسيرة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام فرصة متجددة للشعب العراقي، ينتصر بها ضد جميع المؤامرات والمكائد والحروب، وهو شعب قادر على تحقيق المعجزة واستعادة شعار السيدة زينب عليها السلام : " فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا"، فلن يستطيع المحتل الأمريكي وجميع أدواته أن يحرموا الشعب العراقي من مكانته ودوره في تحقيق وحدة الأمة الاسلامية وتحقيق الانتصار الكبير ضد الظالمين.

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha